تراث القهوة العراقية
الثلاثاء 19 يوليو - 8:26
في التقاليد العربية تكتيكا لإزالة الحرج عن الزائر (وكالات)
ورغم أن السفر لم يعد مضنيا
كما كان في السابق، فإن المحافظة على تلك التقاليد بالنسبة للعراقيين، هي
مناسبة لبصيص أمل في وضع بلادهم الصعب حاليا، فتلك التقاليد تذكرهم وتعطيهم
شعورا بأن لهم مجدا تليدا في عصور مشرقة.
ويقول الساعدي إن هناك شروطا ومتطلبات يجب أن
تتوفر في صانع القهوة ومقدمها، ويجب أن يعرف في تقاليد العشائر. فإذا لم
يشرب ضيف ما قهوته، فيجب أن يخبر المضيف بذلك، ففي هذه الحالة الأمر لا
يتعلق بطعم القهوة وإذا ما كان الضيف قد أحبها أم لا، بل الأمر يتعلق بشيء
يريده الضيف من المضيف، ولا يريد أن يشرب القهوة قبل أن تنقضي حاجته. وذلك
كأن يكون الضيف قد أتى طالبا يد فتاة من قبيلة المضيف، أو أنه يريد أن يطلب
من المضيف التدخل لإصلاح ذات البين بين طرفين متنازعين.
وفي
هذه الحالة، مجرد أن يخبر مقدم القهوة المضيف بأن هناك ضيفا لم يشرب
قهوته، فعلى المضيف أن يسأل ذلك الضيف عن حاجته وأن يلبيها له. هذه هي
العادات والتقاليد.
ويشير الساعدي إلى تقاليد ماتت واندثرت، مثل أن
يسأل شيخ عشيرة الحضور ما إذا كان هناك من يريد أن يشرب قهوة عدوه، وهذا
يعني أنه يريد من أحد أن يقتل خصما له، وعلى من يتعهد بذلك إنجاز المهمة،
وإلا فسيلاحقه العار إلى يومه الأخير في هذه الدنيا.
ويتذكر الساعدي الذي ينحدر من جنوب العراق
ويعتنق المذهب الشيعي، أيام اشتداد القتل على الهوية، فيقول إنه كان يضطر
لتقديم القهوة مجانا للفقراء الذين يفقدون عزيزا، وعندما كان يطلب خدماته
أصحاب عزاء من السنة، كان يطالب بأن يضمن أصحاب العزاء سلامته. إلا أنه
يقول إنه لم يتعرض لأي تهديد، ففي العزاء يكون الناس في حالة حزن لدرجة لا
يعيرون أي أحد أي اهتمام.
القهوة
في العراق ليست مجرد مشروب فحسب. وهي لا تعني الذهاب إلى ستاربكس وطلب
قهوة بالحليب المخفوق والكريمة، ففي العراق حيث تندمج الحداثة والتقاليد
العشائرية، تعتبر القهوة رابطا يربط العراقيين بتاريخهم وتقاليد الضيافة.
إنها بالنسبة لهم رمز لأصول الضيافة العربية الضاربة في القدم.
عندما يزور أي شخص مضيف شيخ العشيرة، فإن تقديم
القهوة المعدة على الطريقة العراقية، هي الخطوة التي تهيئ الأجواء
لانخراطه في الحديث والاندماج مع الموجودين بالمكان. كما تعتبر القهوة أحد
المستلزمات التقليدية لأي عزاء بالعراق.
عبد الله الساعدي هو محضر قهوة عراقي، رأيناه
وهو يقوم بعمله وحول وسطه حزام جلدي بني مزود بنتوءات لوضع فناجين القهوة
الفارغة، وخنجر عربي. هو ليس مقدم وصانع قهوة وحسب، بل هو وواحد من حافظي
التراث البغدادي.
يقول الساعدي "القهوة هي رمز الكرم. لدينا
تاريخ معها". ورث مهنة إعداد وتقديم القهوة في المناسبات ودواوين القبائل
عن والده الذي كان يدق حبوب القهوة بيده ويحضرها بنكهته الخاصة التي اشتهرت
بين الناس.
يعتمد الكثير من الناس على الساعدي ومعرفته بالتراث وقدرته على دمج تقديم القهوة بآداب الحديث والتواصل بين الناس.
يقول إن العادات والتقاليد تقضي أن يكون فنجان
القهوة الأول للترحيب، والثاني اختياري من الضيف، أما الثالث فهو لتبيان
تشريف الضيف للمضيف. ويقدم عادة الفنجان الأخير المتوفر من القهوة لضيف ذي
مكانة عالية أو ضيف تجشم عناء السفر من مسافة طويلة، وهو لبيان عرفان
المضيف واعتزازه بحضوره.
ورغم أن السفر لم يعد مضنيا
كما كان في السابق، فإن المحافظة على تلك التقاليد بالنسبة للعراقيين، هي
مناسبة لبصيص أمل في وضع بلادهم الصعب حاليا، فتلك التقاليد تذكرهم وتعطيهم
شعورا بأن لهم مجدا تليدا في عصور مشرقة.
ويقول الساعدي إن هناك شروطا ومتطلبات يجب أن
تتوفر في صانع القهوة ومقدمها، ويجب أن يعرف في تقاليد العشائر. فإذا لم
يشرب ضيف ما قهوته، فيجب أن يخبر المضيف بذلك، ففي هذه الحالة الأمر لا
يتعلق بطعم القهوة وإذا ما كان الضيف قد أحبها أم لا، بل الأمر يتعلق بشيء
يريده الضيف من المضيف، ولا يريد أن يشرب القهوة قبل أن تنقضي حاجته. وذلك
كأن يكون الضيف قد أتى طالبا يد فتاة من قبيلة المضيف، أو أنه يريد أن يطلب
من المضيف التدخل لإصلاح ذات البين بين طرفين متنازعين.
وفي
هذه الحالة، مجرد أن يخبر مقدم القهوة المضيف بأن هناك ضيفا لم يشرب
قهوته، فعلى المضيف أن يسأل ذلك الضيف عن حاجته وأن يلبيها له. هذه هي
العادات والتقاليد.
ويشير الساعدي إلى تقاليد ماتت واندثرت، مثل أن
يسأل شيخ عشيرة الحضور ما إذا كان هناك من يريد أن يشرب قهوة عدوه، وهذا
يعني أنه يريد من أحد أن يقتل خصما له، وعلى من يتعهد بذلك إنجاز المهمة،
وإلا فسيلاحقه العار إلى يومه الأخير في هذه الدنيا.
ويتذكر الساعدي الذي ينحدر من جنوب العراق
ويعتنق المذهب الشيعي، أيام اشتداد القتل على الهوية، فيقول إنه كان يضطر
لتقديم القهوة مجانا للفقراء الذين يفقدون عزيزا، وعندما كان يطلب خدماته
أصحاب عزاء من السنة، كان يطالب بأن يضمن أصحاب العزاء سلامته. إلا أنه
يقول إنه لم يتعرض لأي تهديد، ففي العزاء يكون الناس في حالة حزن لدرجة لا
يعيرون أي أحد أي اهتمام.
القهوة
في العراق ليست مجرد مشروب فحسب. وهي لا تعني الذهاب إلى ستاربكس وطلب
قهوة بالحليب المخفوق والكريمة، ففي العراق حيث تندمج الحداثة والتقاليد
العشائرية، تعتبر القهوة رابطا يربط العراقيين بتاريخهم وتقاليد الضيافة.
إنها بالنسبة لهم رمز لأصول الضيافة العربية الضاربة في القدم.
عندما يزور أي شخص مضيف شيخ العشيرة، فإن تقديم
القهوة المعدة على الطريقة العراقية، هي الخطوة التي تهيئ الأجواء
لانخراطه في الحديث والاندماج مع الموجودين بالمكان. كما تعتبر القهوة أحد
المستلزمات التقليدية لأي عزاء بالعراق.
عبد الله الساعدي هو محضر قهوة عراقي، رأيناه
وهو يقوم بعمله وحول وسطه حزام جلدي بني مزود بنتوءات لوضع فناجين القهوة
الفارغة، وخنجر عربي. هو ليس مقدم وصانع قهوة وحسب، بل هو وواحد من حافظي
التراث البغدادي.
يقول الساعدي "القهوة هي رمز الكرم. لدينا
تاريخ معها". ورث مهنة إعداد وتقديم القهوة في المناسبات ودواوين القبائل
عن والده الذي كان يدق حبوب القهوة بيده ويحضرها بنكهته الخاصة التي اشتهرت
بين الناس.
يعتمد الكثير من الناس على الساعدي ومعرفته بالتراث وقدرته على دمج تقديم القهوة بآداب الحديث والتواصل بين الناس.
يقول إن العادات والتقاليد تقضي أن يكون فنجان
القهوة الأول للترحيب، والثاني اختياري من الضيف، أما الثالث فهو لتبيان
تشريف الضيف للمضيف. ويقدم عادة الفنجان الأخير المتوفر من القهوة لضيف ذي
مكانة عالية أو ضيف تجشم عناء السفر من مسافة طويلة، وهو لبيان عرفان
المضيف واعتزازه بحضوره.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى